بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه أجمعين
إلى الإخوة الحلقة الثانية من الصفعة الموسومة بـ " منجنيق الحجر لنسف عمالة من صرح أنه لا يترضى على عمر " .
أقول و بالله التوفيق وعليه التكلان :
الذي يهمنا هو قوله في ذلك اللقاء ( أنه لا يترضى على عمر بن الخطاب -رضي الله تعالى عنه - ) بل ووصفه بالمجرم - خاب وخسر – الذي باع دينه للمجوس وأصنامهم من المعممين الأنجاس .
ولولا الخوف من أن يغتر بكلامه الساقط بعض المغفلين لاكتفينا بقول الشاعر :
لو كان كل كلب ألقمته حجرا لأصبح الصخر مثقالا بدينار
فأمير المؤمنين الفاروق عمر بن الخطاب - رضي الله تعالى عنه - نزهه الله تعالى عن سقطات العملاء اللاهثين الرابضين تحت موائد النجاسة والزنا باسم المتعة يلهثون على فتات ما تمجه وتلفظه أفواه الأرجاس .
فأمثال هذا الفسل الذي زعم أنه لا يترضى على أمير المؤمنين عمر بن الخطاب – رضي الله تعالى عنه – وأنه لا يأخذ دينه عنه ،وأن عمر مجرما ، زيادة على مثالب أخرى صدرت عنه تزكم المزابل رائحتها ، فأمثال هذا الذي باع دينه للرافضة لو ورد ماء لما اقترب منه عمر بن الخطاب -رضي الله تعالى عنه- . وصدق القائل :
- وتكره الأسود ورود ماء إذا كان الكلاب يلغن فيه
فأمثاله لا يستحق إلا التعرية والقدح والكشف والفضح بما جنى به على الأغرار وأضل به الأغمار ، بل بما اجترحه من الزندقة في حق نفسه التي أوردها المهالك من أجل عرض من الدنيا قليل ، ولولا ذلك لما أقمنا له وزنا ، لأنه ساقط بما ولغ في أعراض من لا يساوي وسخ نعالهم ، واستحييت أن أقول اكثر من ذلك فيه ، وإن كان الفسل أهلا لذلك .
ومما قاله شيخنا الهلالي - رحمه الله تعالى - في أمثال عميل شياطين الرافضة هذا :
ولو كان في أهل العلوم لهان ما أتاه ولكن أجهل البيض والحمر
لقد خَانَ خَانٌ دينكم فتنبهوا لما قد أتاه وارجموا الغمر بالصخر .
وإلى القراء ما جاء عن الصادق المصدوق في حق أمير المؤمنين الفاروق عمر - رضي الله تعالى عنه - .
روى الإمام البخاري في صحيحه أن أبا هريرة -رضي الله تعالى عنه - قال :
بَيْنَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ قَالَ : بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُنِي فِي الْجَنَّةِ فَإِذَا امْرَأَةٌ تَتَوَضَّأُ إِلَى جَانِبِ قَصْرٍ, فَقُلْتُ : لِمَنْ هَذَا الْقَصْرُ ؟ فَقَالُوا: لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَذَكَرْتُ غَيْرَتَهُ فَوَلَّيْتُ مُدْبِرًا فَبَكَى عُمَرُ وَقَالَ : أَعَلَيْكَ أَغَارُ يَا رَسُولَ اللَّهِ "[أخرجه البخاري في فضائل الصحابة 3680].
قلت : فلا يضير عمر بن الخطاب نباح الكلاب ، فقد ذهب حيث قدم ووضع رحله في الجنة . - نسأل الله تعالى أن يلحقنا بأمير المؤمنين إلى الجنة بعفوه ورحمته .
وروى الإمام البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "لَقَدْ كَانَ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ رِجَالٌ يُكَلَّمُونَ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَكُونُوا أَنْبِيَاءَ, فَإِنْ يَكُنْ مِنْ أُمَّتِي مِنْهُمْ أَحَدٌ فَعُمَرُ " .[أخرجه البخاري في فضائل الصحابة 3689].
قلت : فبماذا سيجيب هذا الفسل عميل الرافضة عن قول الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى ؟ وإن كنا نعلم انهم لا يعترفون بمصادر أهل السنة مثل صحيح البخاري ومسلم وسنن الترمذي وابن ماجة ومسند الإمام أحمد وغيرهم . بل إنهم يزعمون بتحريف القرآن ، ويتهمون أمير المؤمنين علي بن أبي طالب -رضي الله تعالى عنه - أنه أخفى النسخة الصحيحة من القرآن الموجودة الآن بحوزة مهديهم الموهوم , أي أن المسلمين تعبدوا الله تعالى ولا زالوا بقرآن محرف ، وهم بذلك كفروا بقوله تعالى " إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون " [ الحجر 9 ] .
والنصوص الواردة في فضائل عمر بن الخطاب -رضي الله تعالى عنه -كثيرة ومستفيضة من كتب أهل السنة ، لا يشك فيها إلا زنديق من الزنادقة ولا يكفر بها إلا كافر بدين الله تعالى ، وقد تعمدت ألا أذكر في هذا إلايجاز ما ورد في صريح التنزيل من كلام الله تعالى من مدح وثناء وترض على الصحابة الكرام - رضي الله تعالى عنهم - حتى لا يزعم هذا المخذول أن الآيات جاءت عامة في الصحابة وهو ما جاء عنه في نفس الحوار قوله " ... عندما أقول رضي الله عنهم جميعا القرآن قال : رضي الله عنهم جميعا , فأنا لا اتحدث عن شخص كشخص ولكن أتحدث بالجملة .لأن آيات الرضوان نزلت عن الذين رضي الله عنهم وكان منهم ."
قلت : لست هنا في مقام التفصيل والتبيين فالمكان لا يسمح لنقل كلام أهل العلم في الآية , وما ورد من صحيح الأحاديث فيها ، ولكن سأعود إلى ذلك في محله إن شاء الله تعالى .أسأل الله تعالى التوفيق والسداد .
وإلى عميل الرافضة كلام أسياده فقهاء الرافضة في أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله تعالى عنه - نقلا عن نهج البلاغة لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه حيث قال " ووليهم وال ، فأقام واستقام حتى ضرب الدين بجرانه "[ نهج البلاغة ص 107].
قال الميثم البحراني وهو من كبار فقهاء الشيعة شارح نهج البلاغة في " شرح نهج البلاغة ( 5/ 436).
" إن الوالي عمر بن الخطاب , وضربه بجرانه كناية بالوصف المستعار عن استقراره وتمكنه كتمكن البعير البارك من الأرض "
وقال كبير فقهاء الرافضة ابن أبي الحديد في " شرح نهج البلاغة " ( 4/ 519).
" وهذا الوالي هو عمر بن الخطاب , وهذا الكلام من خطبة خطبها في أيام خلافته طويلة يذكر فيها قربه من النبي صلى الله عليه وسلم واختصاصه له ,وإفضاءه بأسراره إليه حتى قال فيها : فاختار المسلمون بعده بآرائهم رجلا منهم فقارب وسدد حسب استطاعته على ضعف وجد كان فيه ، ثم وليهم بعده وال ،فأقام واستقام حتى ضرب الدين بجرانه " .
وروى السيد مرتضى وأبو جعفر الطوسي وابن بابويه وابن أبي الحديد " أنه لما غسل عمر وكفن دخل عليه علي عليه السلام فقال " ما أحد أحب إلي أن ألقى الله بصحيفته من هذا المسجى بين أظهركم " [ تلخيص الشافي للطوسي ( 2/428) ].
وقال علي - رضي الله تعالى عنه - كذلك في أبي بكر وعمر – رضي الله تعالى عنهما – في رسالته "إنهما إماما الهدى ،وشيخا الإسلام ، والمقتدى بهما بعد رسول الله، ومن افتدى بهما عصم " [ المصدر السابق ( 2 /468) ] .
فبماذا سيجيب هذا العميل لفقهاء الزنا باسم المتعة من الرافضة الأنجاس على كلام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب – رضي الله تعالى عنه – الذي تمنى أن يلقى الله تعالى بصحيفة عمر بن الخطاب – رضي الله تعالى عنهما - .
ولعل هذا الفسل يتمنى أن يلقى الله تعالى بصحيفة سيده وشيخه إبليس هذه الامة الخميني – لعنة الله تعالى عليه - ,
ونختم منجنيق الحجر ، على الفسل الذي فجر وخسر ، بما شرب قلبه من ضلال كل معمم ممن استحلوا الزنا باسم المتعة وارتد وكفر ، بصفعة من أمير المؤمنين علي بن أبي طالب – رضي الله تعالى عنه – للكلاب الممطورة الأنجاس ، الذي يتمسحون بحبه اليوم كذبا وزورا ليتستروا على كفرهم وردتهم في تكفير خير هذه الأمة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم .
قال علي بن أبي طالب – رضي الله تعالى – في الأنجاس :
" يا أهل الكوفة ، منيت منكم بثلاث واثنين : صم ذوو أسماع ، وبكم ذوو كلام ، وعمى ذوو أبصار ، لا أحرار صدق عند اللقاء ، ولا إخوان ثقة عند البلاء ، تربت أيديكم ، يا أشباه الإبل غابت عنها رعاتها ، كلما جمعت من جانب تفرقت من آخر،والله كأني بكم فيما إخالكم : أن لو حمس الوغى وحمى الضراب قد انفجرتم عن ابن أبي طالب انفراج المرأة عن قبلها . [ نهج البلاغة ( ص 141-142 ) ] .
وقال – رضي الله تعالى عنه – كذلك في الكلاب الممطورة :
" ما أنتم بوثيقة يعلق بها ، ولا زوافر عز يعتصم إليها ، لبئس حشاش نار الحرب أنتم، لقد لقيت منكم برحا ،يوما أناديكم ويوما أناجيكم ، فلا أحرار صدق عند النداء ، ولا إخوان ثقة عند النجاء " [ نهج البلاغة ( ص 183 ) ] .
للتذكير : من علماء أهل السنة من دعى فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ب ( الزهراء ) الحافظ ابن حجر – رحمه الله تعالى-.قال في [ الإصابة ( 8/157)]
" فاطمة الزهراء بنت إمام المتقين رسول الله محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم الهاشمية ..."
والشيخ إحسان إلهي ظهير حيث قال في [الشيعة وأهل البيت (ص 289) ].
" وأهانوا بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم أم الحسن والحسين زوجة علي فاطمة الزهراء – رضي الله عنهم أجمعين – " .
وقد جاء عنه هذا كذلك في جهات أخرى في كتبه – رحمه الله تعالى ، مثل [ الشيعة والسنة : ( ص 194 ) ] .
" وتدل على العلاقات الوطيدة بين الخلفاء الثلاثة وبين علي - رضي الله عنهم – أن عليا زوج ابنته من فاطمة الزهراء – رضي الله تعالى عنها - ، الفاروق أمير المؤمنين وخليفة الرسول الامين عليه السلام .."
نسأل الله تعالى أن يجمعنا مع أمير المؤمبين عمر بن الخطاب وباقي الصحابة – رضي الله تعالى عنهم أجمعين – على الحوض ، وأن يدخلنا معهم الجنة برحمته .
" وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون" [ الشعراء 227] .
وكتب أبو عبد الرحمن علي بن صالح الغربي السوسي
29 صفر 1435 - 02 يناير 2014
رباط الفتح - المغرب الأقصى - حرسه الله وبلاد المسلمين من كل مكروه -"