((تحذيرالقاصي والداني من الدجال ناصر بن محمداليماني))
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.أمابعد
فقدرأيت مقالا لبعض الدجاجلة
وهوالمدعو (ناصربن محمد اليماني)يفسرالقرآن بالعقل المجرد وقد أوحى إليه الشيطان وزين أن طريقته التي يسير عليها طريقة هدی وأنه المهدي ولولا انه قبل أيام اجتمع بالرعاع والهمج والجهال في صنعاء لإظهار دعوته ما باليت به لكن الفتن لا تستصغر والدجل قد ينطلي علی الجهال ومن إليهم
ومايدري هذا الدجال أن قد سبقه دجاجلة أكبر وأصغر منه وسيتلوه كذلك.
ولي معه وقفات لكن ما أريد أن أذكره هنا أنه ينكر الدجال الأكبر الذي أجمع الأنبياء علی التحذير منه ففي الصحيحين عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال قام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس فأثنى على الله بما هو أهله ثم ذكر الدجال فقال:((إني لأنذركموه، وما من نبي إلا وقد أنذر قومه، ولكني سأقول لكم فيه قولا لم يقله نبي لقومه، إنه أعور وإن الله ليس بأعور)).
وأماعن سبب عدم ورود ذكره في القرآن فقد أجاب العلماء عن ذلك
فقال الحافظ في فتح الباري ج13ص91
تنبيه اشتهر السؤال عن الحكمة في عدم التصريح بذكر الدجال في القرآن مع ما ذكر عنه من الشر وعظم الفتنة به وتحذير الأنبياء منه والأمر بالاستعاذة منه حتى في الصلاة وأجيب بأجوبة.
أحدها:أنه ذكر في قوله﴿يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَايَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا ﴾فقد أخرج الترمذي وصححه عن أبي هريرةرفعه«ثلاثةإذا خرجن لم ينفع نفسا ايمانها لم تكن آمنت من قبل الدجال والدابة وطلوع الشمس من مغربها »
الثاني:قد وقعت الإشارة في القرآن إلى نزول عيسى بن مريم في قوله تعالى﴿وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ﴾وفي قوله تعالى﴿وانه لعلم للساعة﴾وصح انه الذي يقتل الدجال فاكتفى بذكر أحد الضدين عن الآخر ولكونه يلقب المسيح كعيسى لكن الدجال مسيح الضلالة وعيسى مسيح الهدى .
الثالث:انه ترك ذكره احتقارا وتعقب بذكر يأجوج ومأجوج وليست الفتنة بهم بدون الفتنة بالدجال والذي قبله وتعقب بأن السؤال باق وهو ما الحكمة في ترك التنصيص عليه وأجاب شيخنا الإمام البلقيني بأنه اعتبر كل من ذكر في القرآن من المفسدين فوجد كل من ذكر انما هم ممن مضى وانقضى أمره وأما من لم يجيءبعد فلم يذكر منهم أحدا انتهى وهذا ينتقضبيأجوج ومأجوج وقد وقع في تفسير البغويأن الدجال مذكور في القرآن في قوله تعالى
﴿لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُمِنْ خَلْقِ النَّاسِ﴾ وان المراد بالناس هنا الدجال من إطلاق الكل على البعض وهذا إن ثبت أحسن الأجوبة فيكون من جملة ما تكفل النبي صلى الله عليه وسلم ببيانه والعلم عند الله تعالى اهـ.
ومنشبهه استبعاده لما جعله الله تعالی علی يديه من الخوارق وهذه الشبهة لا ترد به ثوابت الأحاديث ومنه حديث النواس الذي أخرجه مسلم مطولا قلنا يا رسول الله ومالبثه في الأرض قال:((أربعون يوما يوم كسنة ويوم كشهر ويوم كجمعة وسائرأيامه كأيامكم)).قلنايا رسول الله فذلك اليوم الذي كسنة أتكفينا فيه صلاة يوم قال:((لا اقدروا له قدره)).قلنايا رسول الله وما إسراعه في الأرض قال:((كالغيث استدبرته الريح فيأتي على القوم فيدعوهم فيؤمنون به ويستجيبون له فيأمر السماءفتمطر والأرض فتنبت فتروح عليهم سارحتهم أطول ما كانت ذرا وأسبغه ضروعا وأمده خواصر ثم يأتي القوم فيدعوهم فيردون عليه قوله فينصرف عنهم فيصبحون ممحلين ليسبأيديهم شيء من أموالهم ويمر بالخربة فيقول لها أخرجي كنوزك.فتتبعه كنوزها كيعاسيب النحل ثم يدعو رجلا ممتلئاشبابا فيضربه بالسيف فيقطعه جزلتين رمية الغرض ثم يدعوه فيقبل ويتهلل وجهه يضحك)) وهذا من الفتنة للدجال وأتباعه والكرامةللمؤمنين.
والأحاديث الصحيحة الثابتة في ذكر الدجال بلغت حدالتواتر وقد ذكرت في كتابي
[تحذير العقال من فتنة المسيح الدجال] ما يغني ويشفي
الشيخ عبدالحميد الحجوري حفظه الله